[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
القصة الكاملة لوفاة الطفل مصطفى في مستشفى الأمير حمزة بسبب عدم تشخيص حالته و الروتين الطبي
اتكلت "رنا" على الله، معتبرة أن وفاة ابنها مجرد "قضاء وقدر" بعد أن قال لها أطباء مستشفى الحاووز في الزرقاء إنه يعاني من انتفاخ، وعليها إعطاؤه اليانسون والكمون، ليتبين لاحقا أنه كان يعاني من تضخم في القلب. الأم "رنا" روت والدموع تسبقها قصة ابنها مصطفى أكرم النجار (5 سنوات) الذي لاقى وجه ربه في مستشفى الأمير حمزة قبل أيام.
وتخيم أجواء الحزن والأسى على بيت العزاء في طبربور، حيث التقينا الأم التي تسبقها الدموع كلما ذكر فقيدها. عانى المرحوم مصطفى من تأخر في النمو، وضعف العضلات منذ ولادته، ولهذا كان يحتاج إلى رعاية خاصة.
بدأت القصة، بحسب الأم، عندما كان يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة وسعال في الشهر السابع من العام الحالي، فاصطحبت ابنها إلى عيادة مستشفى الحاوز "الطوارئ" بحكم قربها من المنطقة، وبعد فحوصات عادية أجراها الأطباء أشاروا إلى أنه يعاني من التهابات في المعدة، وقاموا بإعطائه أدوية ومسكنات، رغم أنه كان يعاني من الخمول والالله يسامحكل ومن تضخم في القــــلب. في أعقاب عودته إلى المنزل، بدأت حالته تسوء أكثر فأكثر، فأعادته أمه إلى طوارئ مستشفى الحاووز في الزرقاء، حيث قاموا بفحص الطفل ثانية، وأكدوا أنه يعاني من غازات، وأعطوه دواء لمعالجة الالتهابات معوية.
لم يتحسن وضعه فراجعت عيادة طب أطفال، خاصة في محافظة الزرقاء، وقام الطبيب بفحص الولد فقال إن ابنك يحتاج إلى دخول مستشفى في أسرع وقت، وحملته الأم على كتفها تسابق الريح والوقت إلى طوارئ مستشفى الحاووز، لكنها فوجئت بتأكيد الأطباء مرة ثانية بأن الولد لا يحتاج إلى إدخال. لكن حالته ازدادت سوءاً، ما دفع الأم إلى الذهاب إلى بيت عمها في طبربور، لكون زوجها مغتربا في الكويت، وكان ذهابها بهدف مراجعة مستشفى الأمير حمزة.
وفعلا راجعت طوارئ المستشفى في 11 من الشهر الحالي، وأحضرت أغراضه معها "لتأكدي أنهم سيقومون بإدخاله إلى المستشفى".
في ذلك اليوم، وصلت المستشفى في حدود الساعة السابعة، وقام الأطباء بفحصه، واضطرها طول الفحوصات التي أجريت وتعطل الأجهزة إلى البقاء للساعة الواحدة ليلا، والولد يتلوى ألماً؛ نتيجة التشخيص جاءت بأن الولد يعاني من غازات والتهاب في الأمعاء.
لم تجد بدا بعد رفض إدخاله من العودة أن تحمل ابنها على كتفها، ولون جسمه يميل إلى اللون الأزرق، ما حدا بها لمراجعة طبيب أخصائي أطفال حدد حالة الطفل كالتالي: يحتاج إلى الدخول الفوري إلى المستشفى لمعاناته من تضخم في عضلة القلب.
وفعلا وفي اليوم التالي، راجعت طوارئ مستشفى حمزة فنوى الأطباء فحصه مجدداً، وعندما أردوا إجراء فحص دم له تعطل الجهاز مرة أخرى.
عندها بدأت قدما الطفل بالانتفاخ، فنصحها الأطباء بإعطائه "كمون ويانسون وميرمية"، لأنه في نظرهم يعاني من انتفاخ في أمعائه.
وغادرت المستشفى مجددا، فساءت حال الولد أكثر، وعادت إلى الطوارئ تصرخ بأن يحضروا "أخصائي قلب"، فقالوا لا يوجد أخصائي قلب؛ كونه مسافرا إلى الخارج والطبيب الذي تم التعاقد معه سيأتي بعد يومين.
وختمت الأم كلامها بأن الوضع بقي هكذا، أخصائيو طب أطفال يطالبون بإدخاله إلى المستشفى وأطباء يرفضون.
وفي اليوم الذي توفي فيه عملوا له صورة أشعة في مستشفى "البشير"، واعترفوا بعد هذه الأيام الطويلة أنه يعاني من تضخم القلب. وفي الساعة الثانية ليلا ساءت حالته كثيرا، وبدا كأنه يحتضر، "فسارعت إلى الخروج إلى الطوارئ لطلب المساعدة، فلم أجد أحدا في المناوبة، ويبدو أنه ليس هناك مناوب". هكذا قضى الطفل مصطفى.. بين روتين، وتنصل، وروائح "يانسون وميرمية".
من جانبه، أشار نائب مدير مستشفى الزرقاء الحكومي د.يوسف العبداللات إلى أن الطفل لم يرد اسمه ضمن سجل الطوارئ أو أي قسم آخر بتاريخ التاسع من الشهر الجاري. مدير العلاقات العامة في مستشفى الأمير حمزة مجدي أبو جلود أوضح أن الطفل راجع قسم الطوارئ " شفت b " في الحادي عشر من الشهر الجاري، وجرت معاينته من قبل الطبيب المناوب، حيث أجرى له فحصا سريريا، إضافة إلى فحص البول ودرجة حرارته، حيث كانت 36.5 درجة، وتبين بأن الطفل سليم وأن أموره الصحية طبيعية. وأضاف " جلود " بأن الطبيب شخص حالة الطفل بأنها ألم في البطن، وطلب من ذويه مراجعة العيادات الرسمية، إلا أنه بتاريخ الرابع عشر من الشهر الجاري راجع الطفل مصطفى المستشفى الساعة التاسعة مساءا، وشخصت حالته على انه يعاني من التهاب حاد في عضلة القلب ناتج عن التهاب فيروسي؛ حيث أدخل الى قسم العناية الحثيثة للأطفال لغاية الثامن عشر من الشهر الجاري وأرسل في تلك الليلة لمستشفى البشير بسيارة إسعاف لأخذ صورة فوق صوتية للقلب مع استشاري قلب أطفال في مستشفى البشير واستقر وضعه.