احمد المحارمه المــديــر الــعــام
الجنس : عدد المساهمات : 489 النقاط : 26815 تاريخ التسجيل : 12/10/2009
| موضوع: مكفرات الذنوب وموجبات الرحمة الإثنين نوفمبر 30, 2009 1:08 pm | |
| إن الله تعالى يبسط يديه بالرحمة والمودة الفائضة على العباد ليقبل توبتهم، ويمحو سيئاتهم. ومن رحمته تعالى: أن يبدل سيئات التائب حسنات جزاء له على توبته ورجوعه إلى رحابه.
ليس الله تعالى محبا للانتقام والتعذيب للمؤمنين ولكنه رحيم ودود للمؤمن الراجع إليه. لا يحل غضب الله حقيقة إلا على الكافر المصر على الكفر ، والمصر على الذنب، المستهتر بحرمات الله، أما النادم فهو قريب من رحمة الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: الندم توبة.
لقد علم الله الإنسان كلمات التوبة وأعمالها بعد أن عصاه: *فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ*. فلا رحمة ولا مودة أعظم من ذلك، وما زال الرحمن الرحيم يبسط يديه إلى عباده ليقبل عنهم التوبة حبا لهم، وهو غنى عنهم. التوبة والإيمان والعمل الصالح باب الفلاح في الدنيا والآخرة .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: *يا عبادي،إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم*.رواه مسلم
وهذا معنى قوله تعالى: *لا تَقنَطُوا مِن رَحمةِ الله إِنَّ الله يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً*
وتنبيه إلى أن الخطأ من طبيعة الإنسان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:
*أذنب عبدي ذنبا فقال: اللهم أغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب،
فقال: اللهم أغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك*.رواه مسلم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: *يا بن آدم، إِنَّكًَّ مَا دَعَوتَني ورَجوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي. يا بن آدم، لو بلَغت بك ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي. يا بن آدم، لو أَتَيتَني بِقُرَاب الأَرض خطايا، ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئاً إِ أَتيتُك بِقٌرابِها مغفرة*.رواه الترمذي -عنان السماء: أعلاها. قراب الأرض: ملء الأرض.-
قال النبي صلى الله عليه وسلم: *إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل*. رواه مسلم
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
*من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه*. رواه مسلم
وليس معنى هذا الدعوة إلى التسويف بالتوبة، بل هو إخبار عن الواقع في شأن العباد، وأن باب التوبة مفتوح حتى تظهر هذه العلامة التي لا ندري متى تظهر.
عن عثمان أنه دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه ثلاث مرات. ثم أدخل يمينه في الوضوء. ثم تمضمض واستنشق واستنثر. ثم غسل وجهه ثلاثا. ثم مسح برأسه. ثم غسل كلتا رجليه ثلاثا. ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا وقال: *من توضأ نحو وضوئي هذا. ثم صلى ركعتين لا يحدث نفسه فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه*. أخرجه البخاري ومسلم والإمام أحمد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * من سبح لله تعالى دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه وإن كانت مثل الله يسامحكد البحر*. أخرجه مالك في الموطا، ومسلم، وأبو داود، والنسائي والطبراني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *من قال: سبحان الله وبحمده، في كل يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل الله يسامحكد البحر*. أخرجه البخاري، وأحمد، وابن ماجه، ومسلم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: *ما يصيب ابن آدم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه*. أخرجه البخاري ومسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*أرأيت لو أن بفناء أحدكم نهرا يجرى، يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما كان يبقى من درنه؟ قالوا: لا شيء. قال: الصلوات الخمس تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن*. أخرجه أحمد وابن ماجه والشيخان
-والمراد: الصغائر.
أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، والعمل الصالح تعويضا عما اقترف.-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن، فغسل وجهه، خرجت من وجهه كل خطيئة نظرها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء. فإذا غسل رجليه خرجت من رجليه كل خطيئة مشتها رجله مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب*. أخرجه مالك، ومسلم، والترمذي، وقال: حسن صحيح
الإكثار من عمل الحسنات من مكفرات الذنوب
قال الله تعالى: *إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ* وذلك لأن الحسنات إذا كثرت رجحت على السيئات في الميزان، فضلا عن أن الحسنة في ذاتها تمحو السيئة.
من كتاب مكفرات الذنوب وموجبات الجنة لابن الديبع الشيباني
| |
|