صفيـــة بنت عبد المطلب

أخت حمزة والعباس وعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجة العوام بن خويلد وآم الالله يسامحكيرحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ورديفه , وجدة عبد الله بن الالله يسامحكيراول من خرج على الخلافة الأموية , أقام خلافة إسلامية مستقرة كانت حاضرتها مكة . شهدت صفية بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنت به وكانت أول من تنبأ بهزيمة كفار قريش الذين خرجوا لموقعة بدر وقد شهدت ذلك في رؤية صادقة .

كانت مسلمة باسلة وشاعرة من شواعر العرب المجيدات وخالدة خلدت اسمها في السباقات إلى دين الحق والسابقات إلى البطولة والجهاد .فحمت دينها ودافعت عن نفسها وعمن كن معها من المسلمات يوم حصار الخندق وشهدت غزوة خيبر .كان
الرسول صلى الله عليه وسلم يحبها ويكثر من مداعبتها .وكانت احب الأوقات تلك التي يقضيها في بيتها .وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجرت صفية فيمن هاجر من المسلمات وعاشت فيها سعيدة مكرمة في كنف ابن أخيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاية ابنها الالله يسامحكير بن العوام .شهدت صفيه غزوة أحد وساعة ولى المسلمون وثبت للذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تخوض الصفوف والرمح في يدها تضرب به صدور الكافرين وهى تصيح بالمسلمين الفارين ويلكم ويلكم انهزمتم عن رسول الله .ورأى محمد عليه السلام عمته الباسلة فتذكر فجيعته الكبرى في عمه أسد الله حمزة بن عبد المطلب وحز في نفسه آن تعلم صفية ماحل بأخيها من تمثيل في جثته على يد هند بن عتبه ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يدعو الالله يسامحكير بن العوام ابنها ليعود بأمه إلى المدينة كي لا ترى أخيها لكنها رفضت ذلك وردت على ابنها بقولها الشجاع (ولماذا أعود وقد مثل بأخي حمزه وهذا في الله عز وجل قليل وأني لراضيه ولقد احتسبته و اني لصابرة إن شاء الله ) وجاءت صفيه المحزونه إلى ميدان أحد ثابتة الجنان قوية العقيدة ووقعت أمام جثمان سيد الشهداء وراحت تنظر إليه كمن تودعه ثم صلت عليه و استدمعت واستغفرت له وقالت فيه شعرا ترثيه :
دعوت اله الحق ذو العرش دعوة إلى جنة يحيا بهـــا وسرور
فوالله لا أنساك ماهبت الصبــا بكاء وحزنا محضري ومسيري
ومرت الأيام بعد ذلك بصفيه وهي تشهد كل يوم نصرا يهبه الله لرسوله وعز يضيفه على المسلمين وأمجادا في اثر أمجاد تنالهم .
وقد تحققت رؤية صفيه الصادقة بحذافيرها فخرج السفهاء من مكة إلى مصارعهم يوم بدر واحد والخندق واقر الله عينها بان شهدت فتح مكه وشهدت مصرع البقية الباقية من عصابة الضلال ورأت أصنام قريش والقبائل جمعاء وهي تتهاوى أمام ضربات المسلمين وتزول معالمها .ورات صفيه الكفار يدخلون في دين الله أفواجا.
ومضت السنون واكمل الله للمسلمين دينهم و أتم عليهم نعمته ورضي لهم الإسلام دينا. وانتقل افضل الخلق إلى جوار ربه فرثته صفيه وقالت :
فيا عيني جودي بالدموع السواجم لفقد رسول الله إذ حان يومه

وعاشت صفيه بعد خلافة أبى بكر وقد فرض لها ستة آلاف درهم وشهدت خلافة عمر بن الخطاب ثم ماتت في خلافة عثمان بن عفان عن ثلاث وسبعين سنه ودفنت في البقيع رضي الله عنها و أرضاها .